صعوبات التعلم

كل ما يخص صعوبات التعلم وكيف تساعد طلابك في التغلب عليها؟

Last Updated on فبراير 1, 2023 by Leila Atta

صعوبات التعلم.. الوحش المتخفي الذي يقتات على مهارات الطلاب!

بينما كان فادي يستعد لبداية عامه الدراسي السادس، عادت به ذاكرته إلى أعوامه الخمس المنصرفة، “أعوام الجحيم” كما يحب أن يُسميها في نفسه.

لم يكن أحد يفهم لماذا يقرأ الكلمة ذاتها أكثر من مرة، أو يستوعب كم الأخطاء الكتابية التي يرتكبها!

لماذا يخلط هذا الفتى بين الاثنين والستة بطريقة عجيبة، وتستعصي عليه مهارات الحساب مهما شرحها المعلم، أو راجعتها عليه أسرته!

أعوام قضاها فادي بين تعنيف أسرته، وسخرية أقرانه، ونظرات الإحباط من معلميه.. هذا الجحيم الذي انتهى عندما شُخّص فادي بصعوبات التعلم!

فما هي صعوبات التعلم وكيف تؤثر على الطلاب؟ وما هي أسبابها وكيفية علاجها؟ هذا ما نناقشه في السطور التالية!

صعوبات التعلم Learning difficulties

تشير صعوبات التعلم إلى العقبات التي تعترض مجموعة معينة من الطلاب خلال المرحلة التعليمية، حيث يصعب على المصابين بها تطوير مهارات جديدة، أو معالجة المعلومات بطريقة سليمة، أو حتى الاندماج السلس مع أقرانهم.

ويُشار إلى أيضًا بالإعاقة الخفية؛ ذلك لأن المصابين بها لا يظهرون أية أعراض جسدية مرضية أو غريبة.

صعوبات التعلم

فعلى سبيل المثال نجد أن طفل صعوبات التعلم قد يعاني من ضعف بالسمع، غير أن هذا الضعف لا يعود لأية مشكلة عضوية، فحاسته سليمة تمامًا، ولكن وظيفتها هي المتضررة.

وقد يصنف الأفراد الذين يعانون من مشكلات واضحة مثل: أصحاب الإعاقات العقلية ومرضى الصم والبكم، بكونهم حالات صعوبات تعلم؛ طالما أن الإعاقة أو المرض ليست هي ما يسبب صعوبة التعلم المقصودة.

وقد مرت تلك الظاهرة بتاريخ طويل حتى وصلت إلى مفهومها الدقيق الحالي، الذي لا يسمح بأي خلط بينها وبين مفاهيم أخرى من قبيل التأخير الدراسي، أو الإعاقات الإدراكية، ونحوها.

فرغم أن إرهاصات تناولها تمتد إلى ما قبل الميلاد، فهي لم تتضح تمامًا إلا بحلول عام 1963 م، حيث تزامن ذلك مع تنامي الاتجاه الذي ينادي بأحقية كل الأطفال في امتلاك تعليم متكافئ، وكان ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع قدوم عام 1970 م، كان مصطلح صعوبات التعلم واضحًا وقائمًا بذاته في دراسات التربية الخاصة، ومن بعدها انطلقت النظريات التي تؤطر لهذا المفهوم وتعالجه.

تعريف صعوبات التعلم

تتعدد التعريفات التي سيقت في إطار تعريف صعوبات التعلم؛ وذلك بتعدد الاتجاهات التي تعالج معناها.

ورغم هذا التعدد، سنجد أن القاسم المشترك بين تلك التعريفات هو تناول سلوكياتها وأسبابها.

فعلى سبيل المثال، أوردت اللجنة القومية المشتركة لصعوبات التعلم داخل الولايات المتحدة الأمريكية، تعريفًا لها ينص على:

صعوبات التعلم هو مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات، تظهر في صورة مشكلات دالة في اكتساب واستخدام القراءة والاستماع والتفكير والكلام والقدرات الحسابية.

وهي اضطرابات ذات منشأ داخلي في الشخص، ويفترض أنها تنتج عن خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن تحدث في أي فترة طوال الحياة.

وربما تظهر مع صعوبات التعلم مشكلات في سلوكيات تنظيم الذات، والتفاعل الاجتماعي، والإدراك الاجتماعي، غير أنها لا تمثل في حد ذاتها صعوبة تعلم.

ورغم أن صعوبات التعلم قد تحدث مصاحبة لحالات إعاقة أخرى، مثل: التخلف العقلي أو الاضطراب الانفعالي الحاد، أو مصاحبة لتأثيرات خارجية، مثل: الفروق الثقافية، والتدريس غير الفعال.

إلا أن صعوبات التعلم ليست نتاجًا لهذه الحالات أو التأثيرات“.

أما الجمعية الأمريكية لصعوبات التعلم، فقد أصدرت مفهومها عام ٢٠١٥، والذي نص على:

صعوبات التعلم هي حالة عصبية تتعارض مع قابلية الشخص على وإنتاج المعلومة والتعامل معها.

وتؤثر صعوبات التعلم على قابلية الشخص على الكتابة، والتهجئة، والقراءة، والمهارات الحسابية.

كما تؤثر كذلك على قدرة الشخص على الانتباه، والنضج الانفعالي، والتناسق، والمهارات الاجتماعية، والذاكرة“.

وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من جوانب الاختلاف بين صعوبات التعلم، والبطء في التعلم، والتأخر الدراسي.

فبينما تشير صعوبات التعلم إلى العقبات التي تواجه الطالب حين تعامله مع المقررات التي ترتكز على المهارات الأساسية، كالكتابة والقراءة والحساب، يشير البطء في التعلم إلى العقبات التي يعاني منها الطالب في كل المقررات بلا تمييز.

ويشير التأخر الدراسي إلى ضعف تحصيل الطالب في كل المقررات التي يدرسها، مع وجود سبب واضح لهذا الضعف يتمثل في مرض ما يؤثر على قدرات الطالب، أو يرجع إلى إهمال متعمد منه.

ما هي أنواع صعوبات التعلم؟

رغم أن الجانب التعليمي هو الجانب الأكثر وضوحًا فيما يتعلق بصعوبات التعلم، إلا أن تأثيرها يمتد إلى الجوانب المهنية والاجتماعية كذلك.

أنواع صعوبات التعلم

وتتعدد أنواع صعوبات التعلم على النحو التالي:

صعوبة القراءة Dyslexia

يظهر هذا الاضطراب بسبب عدم قدرة الطالب على إدراك العلاقة أو التنسيق بين أصوات الحروف ورسمها.

ونتيجة لذلك تظهر صعوبات القراءة المختلفة، مثل: القراءة ببطء، إضافة كلمات أو إلغاؤها أو استبدالها بأخرى.

تنعكس اضطرابات القراءة أيضًا فيما يعانيه الطالب من عدم القدرة على تنظيم العبارات، أو فهم معانيها، أو التفكير أثناء الكتابة.

صعوبة الحديث Dysphasia

وهي اضطرابات تظهر في شكل عسر في الكلام، أو في فهم ما يتكلم به الآخرين.

اضطراب المعالجة السمعية

يؤثر هذا الاضطراب على كيفية معالجة الأصوات المسموعة، فنجد أن الشخص الذي يعاني من اضطراب المعالجة السمعية يعاني في محاولة تذكر ما سمعه.

كما لا يستطيع فصل الأصوات عن الضوضاء، وكذلك يختلط عليه الفرق بين الكلمات المتشابهة التي يسمعها.

وتجدر الإشارة إلى أن صعوبة التعلم المتعلقة بالمعالجة السمعية، ليست نتاج لضعف السمع.

عسر الكتابة Dysgraphia

يؤثر هذا الاضطراب على مهارة الكتابة لدى المصاب، وتظهر أعراضه في شكل أخطاء إملائية، وخط سيئ، وعدم القدرة على كتابة ما يفكر فيه.

اضطراب المهارات الحسابية Dyscalculia

تختلف حدة هذا الاضطراب من مصاب لآخر، وتنعكس مظاهره في التعثر في فهم الأرقام أو فهم تسلسلها أو العلاقة بينها.

كما تنعكس كذلك في صعوبة إجراء العمليات الحسابية، أو تعلم المهارات الحسابية، مثل: جدول الضرب.

صعوبة الانتباه والتركيز ADD

يعاني المصابون بصعوبة التركيز والانتباه من تشتت ذهني واضح، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالتركيز لفترة كبيرة.

وفي أحيان كثيرة يرتبط اضطراب التركيز والانتباه بمشكلة فرط النشاط المعروفة باسم ADHD.

وفي هذه الحالة يظهر على المصابين أعراض، مثل: التهور والتقلب العاطفي والصعوبة في إشباع الرغبات.

اضطراب المعالجة البصرية Visual Processing Disorder

يتعلق هذا الاضطراب بكيفية معالجة المعلومات البصرية التي يستقبلها المصاب، حيث يعاني في فهمها، وتختلط عليه المعلومات المتشابهة.

بالإضافة إلى أن الشخص غالبًا ما يعاني خللًا بدرجة ما في التنسيق بين حركة يده وعينه.

اضطراب الحركة Dyspraxia

يظهر هذا النوع في صورة عدم اتزان واضطراب في حركة العضلات، بالإضافة إلى صعوبة في القيام بالحركات

البسيطة، مثل: حمل المقص وتحريكه، أو حتى بالحركات المعقدة، مثل: الركض.

وكذلك يظهر في أعراض أخرى، منها: التحسس الشديد من الضوء والرائحة، وحركة بؤبؤ العين، ومشاكل في النطق.

ما هي أسباب صعوبات التعلم؟

تتعلق صعوبات التعلم بشكل رئيسي بالكيفية التي يعالج بها دماغ الشخص ما يتعرض له من بيانات ومعلومات ومحتويات سمعية أو بصرية أو غيرها.

وتتعدد أسباب صعوبات التعلم وتتعقد، على النحو التالي:

أسباب وراثية

تعتبر صعوبات التعلم من الاضطرابات التي تتأثر بالجينات الوراثية، ففي حال كان أحد الأبوين أو كلاهما مصاب بصعوبات التعلم، فهناك

احتمال كبير بأن يتعرض أطفالهم لنفس المشكلة.

اضطرابات في نمو المخ

ويرجع هذا الاضطراب إلى تلف في الجهاز العصبي، سواء في تكونه أو في ترابط خلاياه.

وقد يتعرض الشخص لهذه الاضطرابات إما في مراحل تكونه وهو جنين، أو حتى في حياته بفعل الإصابة بأزمات صحية قوية، منها: التسمم أو الحمى.

اضطرابات الحمل والولادة

أحيانًا ما تمر به الأم خلال حملها وولادتها، يكون سبب قوي لتعرض الطفل لصعوبات التعلم.

فقيام الأم بالتدخين أو استخدام العلاجات غير المسموح بها أو شرب الكحوليات خلال الحمل، يكون له تأثيرات خطيرة على صحة الجنين وتكوينه.

بالإضافة إلى أن هناك حالات لا يتكيف الجهاز المناعي للأم مع الجنين بل يهاجمه ويحاول طرده، وهو ما يؤثر على تكون الجهاز العصبي للجنين.

كذلك التواء الحبل السري حول الجنين وعدم وصول ما يكفي من الأكسجين إلى المخ، يعرض جزء من المخ للتلف.

أسباب بيئية

قد يكون للتلوث البيئي دور قوي في الإصابة بصعوبات التعلم.

فنجد مثلًا أن مادة الرصاص المتخلفة عن احتراق الوقود، والموجودة في مواسير المياه، تضر بالجهاز العصبي للإنسان وتؤثر على نموه.

أسباب أخرى

بجانب الأسباب التي سبق ذكرها، توجد عوامل أخرى تعرض الأطفال لهذه المشكلة، منها: سوء التغذية، غياب التقييم الإيجابي، والمعاملة

القاسية للطفل، صدمات الرأس، عدوى الجهاز العصبي، والسرطان.

كل هذه المشاكل من شأنها إصابة الطفل بصعوبات التعلم المختلفة.

خصائص صعوبات التعلم

لا يمكن تصنيف المصابين بصعوبات التعلم تحت فئة واحدة، نظرًا لوجود فروقات جوهرية بينهم، وخاصة فيما يتعلق بنوعية صعوبة التعلم التي تعترضهم، وبمقدار شدتها.

ولهذا نجد أن خصائص صعوبات التعلم تتنوع ما بين خصائص أكاديمية مثل التعثر في القراءة والكتابة، أو خصائص سلوكية مثل: التشتت والاندفاع، أو ما يتعلق باضطرابات الحركة وصعوبة فهم اللغة أو استخدامها.

وفيما يلي نعرض أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها:

  1. الذاكرة الضعيفة.
  2. عدم ثبات الأداء على معدل واحد.
  3. الانتباه لفترات قليلة.
  4. عدم القدرة على اختيارات العبارات المناسبة للتعبير عما يريده.
  5. صعوبة في إيجاد الفروق بين أصوات الحروف ورسمها، وكذلك مع الأرقام.
  6. عدم الانضباط وعدم القدرة على الالتزام بالتعليمات بشكل كبير.
  7. تعثر واضح في القراءة والكتابة.
  8. ردود أفعال غير مناسبة أو مبالغ فيها في الكثير من المواقف.
  9. ضعف القدرات التنظيمية والتخطيطية.
  10. التسرع والتهور.
  11. غياب التوازن بين حركة العين واليد.
  12. مقاومة التغيير.
  13. صعوبة في الالتزام بترتيب المهام أو الخطوات المطلوبة.
  14. خلل في السمع، بشرط ألا يكون ناتج عن إعاقة مرضية في حاسة السمع.
  15. عدم الشعور بالوقت.
  16. صعوبة في إدراك الاتجاهات.
  17. تأخر أو تعثر في النطق.
  18. الكتابة أو القراءة العكسية.
  19. خلل في الإدراك، وعدم القدرة على تذكر ما سمعه أو حفظه.

علاج صعوبات التعلم

لا يتوقف تأثير صعوبات التعلم على حياة الأفراد التعليمية فقط، بل تترك بصمتها كذلك على حياتهم الاجتماعية والمهنية.

كما إنها مشكلة ترافق الفرد طيلة حياته، ولا تختفي تمامًا، وإنما يستهدف العلاج تحجيمها وتقليل تأثيرها بقدر الإمكان.

وحتى تحقق خطة علاج صعوبات التعلم أكبر قيمة لها، فيتعين أن توضع وتصمم بتنسيق وتعاون فعال بين الأسرة والمدرسة والأخصائي النفسي.

وحتى يحدث ذلك فلا غنى عن زيادة وعي الأسر والمدارس بهذه المشكلة الخطيرة التي تهدد قدرات الطلاب وحياتهم.

بداية من الوعي بوجودها وبأسبابها وأعراضها، وانتهاء بالوعي بالأساليب الفعالة لعلاجها.

بالإضافة إلى الحرص على توفير كل ما يحتاجه المصاب، من دعم نفسي وإرشاد تعليمي، ونحوه.

علاج صعوبات التعلم

وانطلاقًا من ذلك، فيمكننا القول إن أي خطة للعلاج لا بد أن ترتكز على المحاور الأربعة التالية:

وعي الأسرة بصعوبات التعلم لدى الطفل

إن وعي الأسرة بما يعانيه طفلها من صعوبات تعلم، يمثل اللبنة الأولى لكي يتمكن الطفل من التغلب على هذه الصعوبات.

ففي حالات عدم وعي الأسرة أو أحد أطرافها، أو عدم فهمهم أو تجاهلهم أو إنكارهم لحالة الطفل، تكون العواقب وخيمة على الطفل، ويكون من الصعب تطبيق خطة علاجية مجدية.

التشخيص والعلاج المبكر لصعوبات التعلم

رغم كون صعوبات التعلم مشكلة مستمرة باستمرار حياة المصاب بها، إلا أن التشخيص والحل المبكر لها يفيد في تحجيم آثارها على حياة المصاب.

ولهذا يتعين التوجه إلى المختصين فورًا عند ملاحظة أي عرض غير الطبيعي على الطفل، وخاصة فيما يتعلق بالتعثر في القراءة والكتابة والحساب.

خطة تعليمية خاصة

الطفل المصاب بهذه المشكلة يحتاج إلى جهد خاص من معلمه الناجح لتدعيم قدراته ومساعدته على مواجهة عقبات التعلم التي تعترضه، وكذلك من أسرته.

ولهذا ففور تشخيص الطفل يجب صياغة الخطة التعليمية الملائمة لحالته، والمراعية لنوعية صعوبة التعلم التي يواجهها ودرجتها.

مع مراعاة أن تطبق الخطة في إطار من التنسيق الجيد بين الأسرة والمدرسة والأخصائي النفسي، فتقصير أي منهم في دوره من شأنه أن يضر بأدوار البقية وبمجهوداتهم.

التعاون بين كافة أطراف الخطة

كل مرحلة في خطة العلاج هي مرحلة حساسة وخطيرة؛ لأن الصعوبة ليست عنصرًا ماديًا يمكن قياسه بشكل عملي.

ولهذا فحتى تستمر خطة العلاج في طريقها، لا بد من تكاتف الأطراف الثلاثة (المدرسة والأسرة والأخصائيين النفسيين) على النحو الذي

يضمن تحقق أهداف الخطة العلاجية وعدم تعرض المصابين لأي انتكاسة.

صعوبات التعلم عن بعد

مع اتجاه العديد من المؤسسات التعليمية للاعتماد على آليات التعلم عن بعد، سواء بشكل جزئي كما في ميكنة الاختبارات، أو حتى بشكل كلي، أصبحت تكنولوجيا التعلم عن بُعد جزءًا لا يتجزأ من أي عملية تعليمية.

لذا فمن المهم تناول مفهوم صعوبات التعلم في إطار أنظمة التعلم عن بُعد؛ للوقوف على إيجابياتها وسلبياتها.

ويوفر التعلم عن بُعد مجموعة هائلة من المميزات، ما بين تكلفة اقتصادية، وعدم تقيد المعرفة بزمان أو مكان، وتفعيل التعليم النشط، ونحوها، غير أنه هناك بعض التحديات التي تكتنفه كذلك.

وفي سياق الموضوع المتناول في هذا المقال، فإن صعوبات التعلم عن بُعد تتمثل في:

غياب التواجد المادي للمعلم والمتعلم في غرفة واحدة

ففي حالات صعوبات التعلم يمثل تواجد المعلم في مكان واحد مع المتعلم أمرًا أكثر فاعلية في توجيه البرنامج التعليمي وتطبيقه ومتابعة نجاحه أو فشله.
وفي حالة التعلم عن بُعد يغيب هذا النوع من التواصل بين المعلم والمتعلم.

صعوبات التعلم عن بعد

درجة أقل من الالتزام

بينما يقيد التزام الطلاب وحضورهم بدرجات الغياب ونحوها في التعليم الكلاسيكي، نجد أن التعليم عن بُعد لا يوفر مثل هذه الآلية بشكل حازم.

وفي هذه الحالة تقل درجة التزام الطلاب مما يؤثر على مجهود التعلم الذي يبذلونه.

درجة كبيرة من التشتت

لا شك أن مناخ المدرسة يوجه الطلاب نحو هدف واحد هو التعلم، فكل ما يتواجد حولهم يذكرهم بهذا الغاية ويدفعهم نحوها.

على عكس أنظمة التعلم عن بُعد، حيث يتواجد الطالب في منزله محاطًا بآلاف المشتتات.

ومن شأن هذا الأمر أن يؤثر على أداء الطالب المصاب بصعوبات التعلم، فهو في الأساس يعاني من التشتت ويحتاج للسيطرة عليه والحفاظ

على تركيزه لأطول فترة ممكنة.

تمضية وقت طويل أمام الأجهزة الإلكترونية

لا يخفى على أحد ما تسببه تلك الأجهزة من ضرر صحي وذهني!

فهي تؤثر على العين والدماغ، الأمر الذي قد لا يأتي في صالح طالب صعوبة التعلم الذي يجب الحفاظ على صحته العقلية والجسمية والنفسية؛

حتى نقلل من آثار اضطرابات التعلم على أوجه حياته المختلفة.

تحفيز العزلة الاجتماعية

في أنظمة التعلم عن بُعد نفقد شق كبير من التفاعل بين الطلاب وبعضهم سواء في الممارسات التعليمية أو الترفيهية التي تساعد الطلاب على الاندماج وتكوين العلاقات.

وطالب صعوبة التعلم ليس بحاجة إلى مزيد من العزلة الاجتماعية، فهو بطبعه يحمل قدرًا من الانسحاب الاجتماعي ويجد صعوبة في تكوين العلاقات.

وباستعراض هذه العقبات، أصبح من الضروري أن تأخذ خطط العلاج في اعتبارها صعوبات التعلم عن بُعد؛ لكي تجد الحلول المناسبة لها.

كيف يساعدك ريمارك أوفيس في تشخيص وعلاج صعوبات التعلم؟

تبدأ صعوبات التعلم في الإفصاح عن نفسها في مرحلة ما قبل التعليم، ولكنها لا تتأكد إلا مع بدء المرحلة التعليمية بالفعل، وظهور العرض

الأبرز المتمثل في التعثر في المهارات الأساسية من كتابة وقراءة وعمليات حسابية.

ويعد تشخيصها أمرًا يرجع إلى الأخصائيين النفسيين وحدهم.

وحتى يشخص الأخصائي النفسي تلك الحالات بدقة، فإنه بحاجة إلى جمع الكثير من البيانات المتعلقة بوضع الطالب صحيًا واجتماعيًا، ومعدل ذكائه، وأدائه التحصيلي؛ للوقوف على سبب التعثر الأكاديمي.

وبعد الوصول إلى التشخيص الدقيق، يقدم الأخصائي النفسي بيان يوضح كل التفاصيل المتعلقة بحالة الطالب وأدائه في أكثر من جانب.

وكذلك يوضح النتائج التي توصل إليها خلال التشخيص، كما يوجه الأسرة والمدرسة إلى نوع العلاج المناسب للطالب.

وفي سبيل جمع المعلومات اللازمة للتشخيص يعتمد الأخصائيون النفسيون على عدد من الاختبارات، ويمكن لهم الاستعانة بنظام ريمارك أوفيس لتصحيح تلك الاختبارات بسرعة وبدون أي خطأ، وبتكلفة اقتصادية.

كما يزودهم ريمارك بتقارير دقيقة وشاملة عن كافة جوانب الاختبار، مما يتعلق بمستواه وبأداء الممتحن خلاله.

يمكن لريمارك أيضًا أن يختصر الوقت والجهد على المدرسة والأخصائيين النفسيين.

فإذا كانت المدرسة تعتمد على ريمارك في تصحيح الاختبارات فسيكون لديها بيانات مفصلة عن أداء الطالب وتحصيله الأكاديمي، فتستطيع تزويد الأخصائيين النفسيين بها لتسهيل مهمتهم.

فريمارك أوفيس هو آلية التصحيح الإلكتروني لمختلف أنواع الاختبارات التي توفر عليك الوقت والجهد والمال اللازم للتصحيح وتحليل النتائج؛ على نحو يساعدك في صياغة قراراتك بشكل أكثر دقة وموضوعية.

احجز ديمو مجاني الآن وتواصل مع أحد خبرائنا لمزيد من التفاصيل حول برنامج ريمارك أوفيس!

 

المراجع
صعوبات التعلم (دراسة نظرية)/ م. عباس فاضل عبد الواحد.
صعوبات التعلم: الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية.
October Is Learning Disabilities Awareness Month in Canada!

عن Leila Atta

كاتبة محتوى ضمن فريق تسويق ريمارك. تخرجت عام 2018 في قسم العلوم السياسية جامعة الإسكندرية، وتطوعت في عدد من منظمات المجتمع المصري. قبل أن تتجه بعدها إلى مجال كتابة المحتوى، حيث كتبت في القانون، والترجمة، وريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني، والتعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *